ملتقى شباب الشباسية

اهلاً بكم فى منتدنا المميز ( قولوا لا اله الا الله تفلحوا)

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب الشباسية

اهلاً بكم فى منتدنا المميز ( قولوا لا اله الا الله تفلحوا)

ملتقى شباب الشباسية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى شباب الشباسية

تواصل ابداع ثقافة


    شم النسيم

    avatar
    أبو عبدالرحمن السلفى
    شبساوي مميز
    شبساوي مميز


    ذكر
    عدد الرسائل : 97
    العمر : 42
    البلاد : إسكندرية
    العمل : رجل أعمال
    المزاج : عالى
    أوسمة : شم النسيم 32
    تاريخ التسجيل : 09/02/2009

    شم النسيم Empty شم النسيم

    مُساهمة  أبو عبدالرحمن السلفى الأحد أبريل 19, 2009 2:38 pm

    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

    أما بعد:

    فقد دأب الناس على الاحتفال بشم النسيم من كل عام ويعتبرونه يوم عيد، حيث اعتاد الناس الخروج إلى المنتزهات والحدائق، ويحرص الفلاح على الخروج بأسرته إلى الحقل، وتمتلئ النوادي والملاهي والشواطئ ودور السينما بالرواد، وتكثر الرحلات، وتتعطل المصالح والمدارس في هذا اليوم، وللناس أكلات مخصوصة في هذا اليوم كالبيض الملون، والفسيخ، والرنجة، والسردين المملح، والخس، وغير ذلك.

    والاحتفال بهذا اليوم معدود من جملة البدع المحرمة، وفيه تشبه بأهل الأوثان الذين كانوا يحتفلون بهذا اليوم، وكانت هذه المأكولات المذكورة ترمز إلى معتقدات عند قدماء المصريين تتعلق بالآلهة المعبودة من دون الله، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) رواه أبو داود وأحمد، وحسنه الألباني، (المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ يَومَ القِيَامَةِ) رواه الترمذي، وحسنه الألباني، وتشابه الظواهر قد يجر لتشابه البواطن، وقد قطع الشرعُ علائق المشابهة مع أهل الكتاب والمشركين والشياطين، وأمر بمخالفتهم في الأعياد والصلاة والصيام والأزياء حتى قالت يهود: (مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ -يقصدون رسول الله صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلاَّ خَالَفَنَا فِيهِ) رواه مسلم.

    وقد نجهل العقائد التي ترتبط بهذا العيد، كما قد نجهل بدايته، وهل احتفل به الفراعنة أم أهل الكتاب؟، ولكن يبقى الامتثال وترك الابتداع فالأعياد من أعظم شعائر الدين، ولذلك ود الكفار لو بذلوا الأموال العظيمة في سبيل مشاركة المسلمين لهم في أعيادهم.

    وأعيادنا توقيفية تؤخذ دون زيادة ودون نقصان، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ) رواه البخاري، ولمَّا رأى أهلَ المدينة يلعبون في يومين وسأل عن هذين اليومين فقالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ) رواه أبو داود، وصححه الألباني.

    ومن المعلوم أن يوم الجمعة هو خير يوم طلعت علينا فيه الشمس، فمن أراد أن يتوسع في المباحات، ويظهر الفرحة والبهجة، ويرتدي أحسن ما عنده، فليكن ذلك في الأعياد الإسلامية لا البدعية؛ فإنها تمرر كما جاءت دون استحداث لشيء زائد، فمن كانت عادته الذهاب إلى حقله وإلى زرعه في غير ذلك من الأيام فليذهب في هذا اليوم، وقس على ذلك من كانت عادته أكل البيض أو غيره فليأكل في هذا اليوم.

    وقد أغنانا -سبحانه- وكفانا بالحلال عن الحرام وبالسُنن عن الابتداع (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)(المائدة:3)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِى دِينِنَا فُسْحَةً إِنِّى أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ) رواه أحمد، وحسنه الألباني.

    وقد انقضت خير القرون دون احتفال بشم النسيم، وهم على علم وفقه وببصر نافذ كفوا، وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.

    وهكذا موقفنا من شم النسيم هو نفس الموقف من سائر الأعياد اليومية كرأس السنة الميلادية، وعيد الأم، والطفل اليتيم، وعيد النيروز، وهو نفس الموقف تجاه الاحتفال بالمولد النبوي، ورأس السنة الهجرية، وذكرى الإسراء والمعراج، وهذا الموقف ليس جمودًا أو تخلفًا ورجعية، بل هو الثبات على الحق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعدم السماح بخدش جوانب التوحيد والتشريع، وإلا فما هو التطور والتقدم والتحضر، هل هو في أكل البيض الملون، والفسيخ ومشابهة الوثنيين في شم النسيم؟!

    لقد كان الاحتفال بشم النسيم والأعياد البدعية سببًا في إضاعة مفهوم الولاء والبراء، فالمسلم والكافر والبر والفاجر لا فرق بينهم في هذا اليوم، وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبُغض في الله.

    كما كان هذا الاحتفال سببًا في ارتكاب المعاصي والذنوب، وكل إناء بما فيه ينضح، والطيور على أشكالها تقع، ففي هذا اليوم يشيع الاختلاط والعُري، والتبرج، والرقص، والغناء عن سائر الأيام، قال -تعالى-: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)(المجادلة:19).

    الأمة كلها تكاد تستنفر لهذا الاحتفال، طالع الصحف والمجلات وسائر وسائل الإعلام، انظر في قائمة الرحلات والحفلات الغنائية والراقصة وحجز الفنادق والمراكب... تناول المسكرات وارتكاب المخازي وسائر صور عدم الحياء.

    إن احتفالاً كهذا كافٍ في هدم أمة، وإضاعة الكثير من مجهودات البناء التي يبذلها العلماء والدعاة في إعادة البلاد والعباد إلى دين الله وإلى حظيرة الإيمان، فالهدم أسرع من البناء، وواحد في الجيش يفسد تدبيره فكيف بألف؟!.

    وطابورُ الهَدْم طابور طويل جدًا، ويعمل بلا كلل ولا ملل، فرائدهم في ذلك الشيطان، والشيطان لا ينام ولو نام لاسترحنا، وهذا يوجب علينا الحيطة والحذر تجاه كل معصية وبدعة؛ فمعظم النار من مستصغر الشرر، وإن لم تستمطر النقم بمثل هذه الانحرافات فبأي شيئ تستمطر؟! (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)(الإسراء:16)، وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)(هود:102).

    ما دخلت بدعة إلا وخرجت في المقابل سُنَّة، فأين الاحتفال بعيد الفطر والأضحى الآن من الاحتفال بشم النسيم ورأس السنة الميلادية؟!!، لقد صورت عدسات المصورين أحد شوارع القاهرة الكبرى في عيد الأضحى فظهر خاليًا من المارة والسيارات -سكون كسكون القبور- بينما يخرج الكبير والصغير والرجل والمرأة في شم النسيم.

    لا يجوز أن نكرس للانحطاط، ولا أن نبرر المعاصي والذنوب، ولا أن نيأس في مواجهة الأباطيل، لابد من شفقة حقيقية وبصيرة تدفعنا للخروجِ من الواقعِ السيئ، والارتفاعِ بالبلاد والعباد إلى ما يُرضي الله تعالى، وعدم مشابهة أهل الفجور في فجورهم، وأن نعلم أن السُنن ماضية في الخلق (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ)(البقرة:251)، (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)(الحج:40-41).

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 8:28 am